الأمية الرقمية، خطر جديد يزيد من تفاقم مشكلة البطالة
في عصر يعتمد كل شيء فيه بدءًا من السوبر ماركت حتى الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات على الأجهزة الرقمية، لم تعد الأمية تتمثل في مجرد جهل الشخص بالقراءة والكتابة، فمن لا يستطيع التعامل مع الأجهزة الإلكترونية لن يتمكن من الحصول على المعلومات، أو استخدام هاتفه المحمول أو سحب مرتبه من ماكينة الصرف الآلي، وبالتأكيد لن يستطيع أن يحصل على عمل حتى ولو كموظف في سوبر ماركت!
ومع تقدم تكنولوجيا المعلومات والحاسب الآلي، وتزايد الإعتماد عليها في الحياة اليومية، تصبح الأمية الرقمية أكثر خطورة وترتفع أولوية القضاء عليها، خصوصًا وأن عدم إيجاد حل سريع لها سيؤدي بالتبعية إلى تفاقم مشكلات أخرى مثل البطالة والتي بدورها تؤدي إلى مشكلات مجتمعية لا حصر لها.
وهنا يظهر السؤال، على عاتق من تقع مسئولية القضاء على الأمية الرقمية أو أمية الكمبيوتر؟!
بالتأكيد لا يمكن أن نلقي المسئولية على الحكومات فقط ونعفي الشركات التي تعمل في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات من المسئولية رغم أن شركات كهذه هي التي تمتلك الخبرة والمعرفة وأدوات التدريب!
وإنطلاقًا من إحساسنا بهذه المسئولية كشركة رائدة في هذا المجال، قامت مايكروسوفت بإطلاق مبادرات هدفها محو الأمية الرقمية مثل مبادرة "مصر على الإنترنت – GetOnline" كخطوة إيجابية يُقتدى بها من جانبنا والتي نجحت حتى الآن في محو الأمية الرقمية لدى أكثر من 50000 شخص يتوزعون في 11 محافظة مصرية. أقيمت هذه المبادرة بالتعاون يدًا بيد مع وزارة الشباب والرياضة وعدد من المنظمات الغير هادفة للربح والتي بذلت ما بوسعها لتحقيق النجاح لهذه المبادرة من توفير مراكز التدريب في المناطق المختلفة والمساعدة في الوصول للشباب وتدريبهم سواءًا بهدف التدريب المباشر أو إعدادهم ليصبحوا مدربين ويقوموا بدورهم في محو الأمية الرقمية لأكبر عدد ممكن.
وكونك تقرأ هذا المقال الآن يعني أنك على درجة من المعرفة فيما يتعلق باستخدام الكمبيوتر، فهل فكرت بأن تستغل معرفتك هذه في تقديم خير للمجتمع لا يقل أهمية عن تقديم مساعدة مادية للفقراء؟!
بنفس مفهوم "علمنى الصيد خيرًا من أن تعطني سمكة" هل فكرت أن تكون إيجابيًا وتساعد أحد الشباب الباحثين عن عملٍ بلا جدوى لأنهم يفتقرون إلى القدرة على التعامل مع الكمبيوتر؟!
تخيل أنك لو فعلت ذلك، لن يتراجع هذا الشاب ثانيةً عن التقديم في وظيفة كُتب في متطلباتها "يشترط إجادة الكمبيوتر" وربما يحصل عليها فتتغير حياته ويصبح لك أنت فضلًا في ذلك.
إن تغيير المجتمع للأفضل لا ينتج عن جهود حكومية وحسب، بل إنه ينبع من المجتمع ذاته، فعندما نلمس مشكلة ونسارع بحلها سواءً كنا أفرادًا أو مؤسسات فإن حصيلة هذه الجهود وحدها هي التي ستؤدي بنا إلى مجتمع أفضل لا يعاني البطالة أو الفقر. وسيحدث التغيير الذي طالما أردنا أن نراه.