Udostępnij za pośrednictwem


مقابلة مع أمين شعيّب حول الشركات الناشئة الأفريقية

نشر فريق التحرير

 للسيد أمين شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة التونسية "شيفكو" CHIFCO، شغف كبير بالقيام بالأعمال التي تؤثّر على المجتمع. وبمساعدة منحة "مايكروسوفت لأفريقيا" Microsoft 4Afrika تمكّن من تحقيق ذلك الأمر عبر تطوير تكنولوجيا تستفيد من "إنترنت الأشياء" Internet of Things لتتيح أمام المستخدم الأفريقي إمكانية الاستفادة من منتجات وخدمات تعالج بعض مشاكله اليومية. وقد فهم شعيب بفضل خبرته الأهمية الكبيرة التي تتحلّى بها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تطوير الاقتصادات المحلية وتشجيع الاستثمار العالمي. ويعتقد شعيب بأنّ مفتاح النجاح، إلى جانب التمويل، هو إيجاد الأشخاص المناسبين الذين يتحلّون بالقيم التي تتماشى مع قيم الشركة.

لقد أمضينا بعض الوقت مع السيد أمين شعيب لنتعرّف أكثر إلى "شيفكو" وإلى سرّ نجاحه.

هلا تخبروننا القليل عن "شيفكو"؟

لقد بدأت مسيرتي بالعمل مهندساً، لكن لطالما حلمت بإنشاء شركتي الخاصة التي تؤثّر على المجتمع. فخطرت في بالي فكرة "شيفكو"، وهي شركة تعمل في قطاع "إنترنت الأشياء" لربط الأجهزة التي نستخدمها كل يوم بهدف ابتكار خدمات جديدة متعلقة بالطاقة والأمن والرعاية الصحية. وكان اهتمامي يتمحور تحديداً حول الطاقة، فأجريت البحوث في هذا القطاع لابتكار مفهوم InnerJ Box. وتستفيد هذه التكنولوجيا من العلاقات المعقّدة بين الأجهزة، والمباني، وحسابات العملاء، والمستخدمين، والتطبيقات، والشبكات، والخدمات التي يجب إدارتها بأي "شبكة ذكية" Smart Grid من أجل توفير الطاقة. وعندما رأيت إعلان مايكروسوفت في الصحيفة الذي تكافئ فيه عشر شركات ناشئة بمنحة تمويل وتدريب، اعتبرتها فرصة لي لتحويل فكرتي بحوثي إلى حقيقة ملموسة. وبعد الفوز بمنحة مايكروسوفت لأفريقيا"، استطاعت "شيفكو" اختبار تقنيّتها. وارتكزت هذه التكنولوجيا على منصات من مايكروسوفت، منها Azure وWindows 8. وبفضل الإرشاد والتدريب الإضافي من مايكروسوفت، نمت "شيفكو" إلى مؤسّسة تضمّ 20 موظّفاً. وساعدتنا الشركة أيضاً على نيل انتشار اسمنا في السوق بشكل أفضل.

ما أهميّة هذه التكنولوجيا في أفريقيا برأيكم؟

تساعد هذه التكنولوجيا المستخدم الأفريقي على الاستفادة، بسهولة وبكلفة قريبة من المتناول، من منتجات مختلفة تركّز على حلّ مشاكلهم اليومية. مثلاً، تعمل خدمة الطاقة التي طرحناها على الحدّ من الطلب على الطاقة بطريقة أذكى، وذلك عبر عزل بعض الأجهزة من دون إطفاء الشبكة برمّتها. وبفضل تقديم اتّصالية 3G أو 4G، تربط تكنولوجيا InnerJ Box المستخدم بشبكة الطاقة وتسمح لهم بتلقّي طلبات بخفض الاستهلاك لفترات قصيرة من الزمن خلال العام. وعندما يكون الطلب مرتفعاً، يتلقّى المستخدم رسالة قصيرة تطلب منه إطفاء مكيّفات الهواء. وعند إطفائها، يدرك النظام ذلك ويقدّم للمستخدم عدداً من النقاط، يمكن استبدالها لاحقاً بأجهزة لوحية، أو هواتف، أو اتصال بالإنترنت أو بالكهرباء، بما يعادل ما وفّره من طاقة. وبهذه الطريقة وفي نظام مماثل، يكون جميع المعنيين في مجال توزيع الطاقة رابحين. وهذه التكنولوجيا الأولى من نوعها في أفريقيا، وتسمح للمستخدم بمراقبة الطاقة بالوقت الحقيقي وبخفض فواتير الطاقة حتّى 30 في المئة. وبذلك نشجّع الناس على تغيير عاداتهم لمستقبل أقلّ ضرراً بالبيئة. لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة هذا الرابط

أي منطقة في أفريقيا تحتاج إلى هذا الابتكار؟

هذا الابتكار ضروري في كل أنحاء القارة، إذ تفتقر إلى التوازن بين الطلب والإنتاج. لذا الفرص لا متناهية بالنسبة إلى المبتكرين. 

هلا تصفون لنا البيئة العامة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في تونس؟

لا شكّ في أن البيئة تتحسّن أكثر فأكثر.فكثيرة هي البرامج شأن "مايكروسوفت لأفريقيا" التي تركّز على احتضان المؤسسات الناشئة وتمويلها. بيد أن إنشاء بيئة عامة تشجّع الابتكار وتتحلى باستدامة حقيقية سيتطلّب بعض الوقت. في المقابل، بما أنّني استطعت إطلاق شركتي الخاصة في تونس، ساهمت في زيادة الثقة في اقتصاد بلادي في المستقبل. وهذا مهمّ نظراً إلى انعدام الاستقرار السياسي الذي شهدناه، ومهمّ أيضاً لجذب الاستثمارات إلى البلاد كي تزدهر شركات ناشئة أخرى. وأبرمت مؤخراً صفقات مع عدد من العملاء المرموقين، من مستهلكين ومؤسّسات، ونعمل حالياً مع شركات اتصالات كبيرة وشركات خدمات على قارات مختلفة، منها ثلاث شركات اتصالات في أوروبا. وأركّز حالياً على التوقيع مع ألف عميل في تونس العام المقبل، على أن تليهم جنوب أفريقيا وكينيا.

ما بعض التحديات التي تواجهكم؟

توظيف أشخاص مؤهّلين

تقديمالنوعية المناسبة في الوقت المناسب

الحصول على التمويل: يرى الكثير من روّاد الأعمال في أفريقيا أنّ الحصول على التمويل الحاجز الأول الذي يعيق إنشاء مؤسساتهم الخاصة، فيكرّسون وقتاً أكثر من الوقت اللازم لإنشاء نموذج العمل المثالي. لكن عليهم أن يركزا على تطوير نفسهم أولاً، لأنّ المستثمر ينظر إلى مواصفات الفريق قبل أي شيء آخر.

ما الذي يجعل من شركة ناشئة شركة ناجحة، برأيكم؟

يأتي النجاح من اختيار الفريق الناجح. والفريق الناجح مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم رؤية واحدة ويستطيعون طبْع شغفهم على طول سلسلة القيمة وتطبيق التفكير الناقد على أرض الواقع، فيبنون شبكتهم بطريقة مستدامة وينشرون القيم الصحيحة على الصعيدين الداخلي والخارجي.