Freigeben über


نقطة إنطلاق أسبوع الإرشاد الوظيفي ..

"هل من الممكن لفراشة تُحرك جناحيها في البرازيل أن تسبب إعصارًا في تكساس؟!"
هذا هو التساؤل الذي طَرحه عالم الرياضيات إدوارد لورنز كعنوان لأحد أبحاثه. وفسر ذلك بأنه إذا قامت فراشة بتحريك جناحي يها فإنها ستسبب في تحريك جزيئات الهواء والتي بدورها ستقوم بتحريك جزيئات هواء أخرى، ويمتد التأثير ويتضاعف عدد الجزيئات التي تتحرك مع الوقت مسببًا تغيرًا هائلًا، وهو ما اعتُبر في البداية محض خيال....

ولكن لو فكَّرنا جيدًا .... سنجد أن هذا التأثير يظهر واضحًا وبشكل متكرر في الكثير من الأحداث والمواقف، وخصوصًا في نقل الفكر والمعرفة، فعندما تقوم بغرس فكرة أو مهارة معينة في شخص ما يقوم بدوره بنقلها لمن هُم في دائرة تأثيره ليقوموا بدورهم بنقلها لعدد أكبر لتتسع بذلك دائرة إنتشار تلك الفكرة أو المعرفة.
وهذه الفلسفة تحديدًا كانت الأساس الذي قام عليه الأسبوع التدريبي الذي نظمته مايكروسوفت حول الإرشاد المهني.
كان هذا الأسبوع فريدًا من نوعه، لأنه لم يُقام من أجل توجيه الإرشاد المهني لمجموعة من الشباب وحسب، وإنما أقيم بهدف تدريب مجموعة من المدربين المُنتمين لعدد من المنظمات الغير هادفة للربح ليصبحوا قادرين على تقديم هذا النوع من الإرشاد للشباب في دوائر التأثير الخاصة بهم. وبذلك يمتد الأثر الإيجابي إلى أبعد نقطة ممكنة ليصنع فارقًا ملموسًا.
يأتي هذا الحدث، والذي أقيم في الفترة من 2 إلى 5 من فبراير الجاري في مقر مايكروسوفت مصر، كجزء من مُبادرة "تعمل" التي أطلقتها الشركة من أجل تعزيز قدرات الشباب وتجهيزهم لسوق العمل.
تقوم فكرة المُبادرة بإختصار على تأهيل عدد من منظمات المجتمع المدني المشاركة بحيثُ تصبح لديهم القدرة على تقديم ما يحتاجه الشباب فيما يتعلق بالتوظيف من تدريبات مختلفة و استشارات.
قدم هذا التدريب كلٌ من مصطفى حمدي من شركة مايكروسوفت وصفاء دايوب من Silatech شريك مايكروسوفت، بحضور 12 شخص ممثلين 5 منظمات غير هادفة للربح.

وخلال هذا الأسبوع التدريبي تم عرض موضوعات هامة في مجال الإرشاد الوظيفي ، مثل التخطيط والإرشاد المهني وكيفية استخراج المعلومات من التقارير، كما تم التركيز بشكل كبير على أهمية ربط السمات الشخصية للإنسان بإختياراته الوظيفية.
وفي اليوم الثالث والأخير،أقيمت ورشة عمل تم فيها مُحاكاة المقابلات التي يتم فيها تقديم الإستشارات للشباب كتطبيق عملي على المهارات التي تعلمها الحضور خلال فترة التدريب. وجاءت تعليقات الطلاب الذين شاركوا في هذه المقابلات إيجابية مما يعطي مؤشرًا على نجاح هذا التدريب في تحقيق أهدافه، فيقول محمد الشافعي:

"لقد شاركت في ورشة العمل لأدرك ما إذا كنت أسير على الطريق الصحيح أم لا، والآن تأكدت، الآن أرى بوضوح خطتي للوصول إلى أهدافي، الآن تعرفت على ذاتي بشكل أفضل، لقد تعلمت شيئًا ما من كل شخص شارك في هذا الحدث، وآمل أن أحصل على المزيد من الإرشاد المهني في المستقبل لأتعرف على ذاتي أكثر وأقترب أكثر من تحقيق أهدافي"

كما عبَّر طالب آخر من الطلاب المشاركين عن الفائدة التي حققها من خلال ورشة العمل قائلًا:

"لقد استفدت كثيرًا من مقابلتي مع أشخاص لديهم القدرة على تقديم النصائح والإرشادات في مجالات العمل المختلفة، والأهم من ذلك أنني تعرفت على قدراتي الشخصية أكثر" – مصطفى كمال

ويعد هذا التدريب مجرد نقطة الإنطلاق نحو نشر ثقافة الإرشاد المهني في المجتمع، ولتحقيق الإستمرارية تعهد كل مُتدرب بتقديم عشرين مقابلة استشارية شهرية على الأقل، لتصل بذلك الفائدة إلى أكبر عدد ممكن من الشباب ليحدث في النهاية نتيجة لتناقل الخبرة من شخص إلى آخر التأثير الذي نتمنى أن نراه