ثــورة وتطــوّر التقنية في العالم العربي
شربل فاخوري، نائب رئيس مايكروسوفت لخدمات المؤسسات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
أصبح العمل في العالم العربي أكثر إثارة من أي وقت مضى، فالهواتف النقّالة والإنترنت تقود إلى تحولات هائلة في المنطقة، حيث تعد ثورة لا تحمل أية إشارة على تباطؤ هذا التوجّه. ولطالما أثار اهتمامي بهذا الجزء من العالم تسارع وتيرة التغيير في هذه المنطقة التي تشهد عملية تحوّل تحفّزها التقنية وتزخر بإمكانات فريدة للأفراد والمؤسسات التجارية على السواء.
وإذا ما نظرنا على سبيل المثال إلى معدل استخدام الفرد للإنترنت في العالم العربي نجد أن 53% يمضون ما بين ثلاث وسبع ساعات على الإنترنت يومياً، و 25% يضون أكثر من ثمان ساعات يومياً على شبكة الإنترنت. وفي ضوء توجّه الأشخاص نحو قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت؛ سوف تلعب تقنية المعلومات والإتصالات دوراً أكثر حيوية في تنمية وتطوير إقتصاد المنطقة.
هذا ما يجعل مسؤولية منصبي الجديد كنائب لرئيس مايكروسوفت لخدمات المؤسسات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا دوراً ممتعاً بالنسبة لي. وتكمن مسؤوليتي في مساعدة عملائنا على إنجاز أهداف كل من أعمالهم وموظفيهم من خلال توفير ودعم منتجات وأدوات وخدمات مايكروسوفت. لكن مع انتقال التقنية بهذه السرعة فإننا نحتاج إلى أن نبقى سابقين بخطوة في هذا الإتجاه.
غالبية الفترة التي قضيتها في العمل لدى مايكروسوفت، أسندت إليّ مهام في مناطق جغرافية متعددة، وخلال الأربع سنوات الماضية في منصب نائب رئيس مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا لمجموعة المبيعات والتسويق والخدمات؛ تولّيت قيادة المقار الرئيسة الاقليمية لمايكروسوفت وأعمالها في 79 دولة، وفي الواقع تمثل مهمة خدمات المؤسسات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا نطاقاً آخر متنوعاً من النشاط يغطي 54 دولة من بينها 12 من بلدان العالم العربي.
وخلال مسيرتي المهنية مع مايكروسوفت التي تصل إلى خمسة عشر عاماً انتلقت من منصب المدير العام لمنطقة شرق المتوسط إلى مدير عام مايكروسوفت في منطقة الخليج، وكان عملي دائماً في العالم العربي. لذلك أعتقد أن لديّ معرفة شاملة بالمنطقة وتحدياتها وفرصها. وغالباً ما أرى المنطقة العربية مثل رائد أعمال شغوف بفكرته يتوق إلى احداث الفارق في العالم ويحلم بالاستفادة الكاملة من إمكاناته، وفي الوقت ذاته يحرّكه التغيير وتغذيه المرونة في التعامل مع المشكلات. ولا شك أن العالم العربي يمتلك الموهبة والفخر والإيمان. وطوال فترة عملي لدى مايكروسوفت شهدت عملاء وشركاء يستفيدون من المستجدات التقنية في بناء مؤسساتهم التجارية وإطلاق الأعمال محلياً في البداية ثم الانتقال اقليمياً حتى الوصول للتميز على المستوى العالمي. وهناك بعض الأمثلة على ذلك من بينها "أرامكس" وطيران الإمارات و "فيريبارك" و "آي تي ووركس" وغيرها الكثير من المؤسسات التي شرُفت بمعرفة قادتها وعايشت ابتكاراتهم.
وفي ظل تسارع خطى ثورة التقنية في العالم العربي؛ فإنني وفريقي القوي، الذي يضم أربعة آلاف من المتخصصين في الخدمات، نكرّس جهدنا ووقتنا لمساعدة الأعمال التجارية والعملاء على تعظيم قيمة استثماراتهم في تقنيات مايكروسوفت.
وفي عالم يمنح الأولوية للأجهزة المتنقلة والحوسبة السحابية، يصبح لزاماً علينا توفير حلول تستحوذ على موقع الريادة باستخدام الهاتف النقال في التقنية الاجتماعية والذكية والطبيعية. وتعمل خدماتنا للمؤسسات التجارية بالفعل على مساعدة العملاء في تحقيق ما يتطلعون إليه بشكل يومي، ومن الأمثلة على ذلك نشر منصة تطبيق المهام الحيوية لمكتب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الإنتاجية، و خدمات التعاون لبنك "تركيا فاينانس كاتيليم بانكاسي".
وعلى الرغم من تسلّمي مهام منصبي الجديد قبل أيام قليلة؛ إلا أنني أستمتع حقاً بذلك القدر غير المحدود من الفرص الذي يطرحه هذا النوع من التقنيات في العالم العربي، حيث تواصل هذه التقنيات إعادة صياغة طريقة حياتنا وعملنا.
تجمع المعادلة السحرية لتحقيق ما نتطلع إليه بين العمل الجاد والأشخاص الموهوبين. وفي يوليو من عام 2009 ، وخلال فعالية كبرى أقامتها الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية تطلق عليها MGX تكرّم خلالها مايكروسوفت الأفضل أداءً على مستوى العالم؛ شاركت في تلك الفعالية باعتباري مدير عام مايكروسوفت الخليج، ولحسن الطالع حصل فريقي على كأسين تقديراً للأداء المميز على مستوى الشركة. لقد كانت حقاً لحظة فخر وامتنان أظهرت أن فريق متنوع من العالم العربي يمكنه الأداء والمنافسة وفق معايير عالمية.
وأختم بما قاله "ثيودور روزفلت" : " أن تؤمن بأنك تستطيع إنجاز شيء ما ، هو منتصف الطريق لتحقيقه"