كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزّز تنافسيّة المؤسسات العاملة في مجال النفط والغاز

تستمر التحديات في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط في التشعّب لأسباب عدة أهمها الانخفاض في أسعار النفط. وتزيد الأخطار مع هذه التحديات فيما تبرز ضرورة لتحقيق الاستدامة والفعالية التشغيليّة.

تقاطُع التكنولوجيا والأعمال

تعتبر التكنولوجيا الوسيلة الأمثل للشركات العاملة في القطاع والساعية إلى إيجاد طرق لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على تنافسيّتها. ويشمل الأمر تحسين معدلات التعافي، والحدّ من الأخطار البيئية وأخطار السلامة، والحفاظ على العمليات التي ينتج عنها توفير في التكاليف وتحسين الإنتاجية والربحيّة.

لذلك افتتحنا مؤخراً منطقة جديدة في مركز مايكروسوفت للتميّز في مجال النفط والغاز في دبي. ويتيح هذا المشروع الفريد من نوعه للجهات الفاعلة في القطاع في الشرق الأوسط وأفريقيا وباقي العالم فرصة الاطلاع على الطريقة التي يمكن لمايكروسوفت من خلالها أن تساعدها على القيام بالأعمال.

الاستفادة من إنفاق تكنولوجيا المعلومات

يشهد إنفاق تكنولوجيا المعلومات في مجال النفط والغاز ارتفاعاً إذ تتوقّع مؤسسة البيانات الدولية IDC أن يبلغ الإنفاق هذا العام 49.4 مليار دولار أمريكي. وأفاد تقرير أجرته شركتا "أكسنتشر" و"مايكروسوفت" بعنوان مسح الاتجاهات الرقمية في مجال النفط والغاز أنّ 80% من شركات النفط والغاز تنوي زيادة إنفاقها على التكنولوجيات الرقميّة لأجل مساعدتها على قيادة مؤسسات أكثر مرونة وذكاء.

ونعتقد أنّ تقنياتنا تجعل هذا الاستثمار جديراً بالعناء إذ إننا نوفّر حلولاً حقيقية للمشاكل التي يواجهها القطاع.

فقد عقدنا أولاً شراكة مع جهات رائدة في القطاع مثل "أكسنتشر" Accenture و"أفيفا" Aveva، و"بيكر هيوز" Baker Hughes، و"هانيويل" Honeywell، و"أوزيسوفت" OSIsoft، و"شنايدر إلكتريك" Schneider Electric و"شلومبيرجيه" Schlumberger للمساعدة على توفير حلول متكاملة فعّالة الكلفة عبر منصة غنية الوظائف تمكّن المؤسسات من تحقيق أهدافها.

يتمّ الأمر من خلال مجموعة Azure لإنترنت الأشياء التي تمنح شركات الغاز والنفط القدرة على جمع بياناتها ومعالجتها وتحليلها وتشاركها وتخزينها مباشرة لأجل تحسين سير الأعمال.

في هذا الإطار، قال 44% من المشاركين في مسح الاتجاهات الرقمية في مجال النفط والغاز لعام 2016 إنّ الاستثمار في إنترنت الأشياء هو أبرز الأولويات بالنسبة إليهم، فمن الواضح أنّه في ظلّ البيئة السائدة الحافلة بالصعوبات، يركّز القطاع استثماراته في مجال التكنولوجيا بغية تأمين الفعالية والتوفير على المدى القصير وتسريع عملية اتخاذ القرارات. واعتبر المشاركون أيضاً أن التأثير الأكبر لإنترنت الأشياء يكمن في منح العمال في الميدان وسائل الاتصال، إذ ينوي 60% منهم وصل العمال والمعدّات في الميدان رقمياً بالأجهزة الذكية.

وتتيح رؤيتنا السحابية الشاملة إلى جانب مجموعة Azure لإنترنت الأشياء للمؤسسات تطوير حلولها في الموقع أو في بيئات سحابية هجينة أو عامة، والاستفادة بالتالي من السحابة بشروطها الخاصة.

وتعتبر شركة توتال Total خير مثال على هذا، فهي واحدة من أكبر شركات الغاز والنفط العالمية المتداولة الأسهم. احتاجت توتال إلى إقامة بيئة سحابية خاصة، فعقدت شراكة مع مايكروسوفت وطرحت حلاً سحابياً خاصاً وشاملاً من مايكروسوفت أتاح لشركة توتال تحقيق  توفيراً ملحوظاً في التكاليف.

بحسب ما قاله جورج ألكسندر، مسؤول طرق نوعية هندسة تكنولوجيا المعلومات في شركة توتال: "وفّرت مايكروسوفت تكاملاً شاملاً بدءاً من نظام التشغيل، وصولاً إلى الطبقة الظاهرية والإدارية."

فقد تمكّنت شركة توتال من خلال حلّ السحابة الخاصة من مايكروسوفت من توفير خوادم خلال ساعات بدلاً من استغراق الأمر أسابيع. كما استطاعت تجنّب فترات التوقف عن العمل بفعل أعمال الصيانة والحاجة إلى هندسات تجميع معقّدة، إضافة إلى الحدّ بشكل كبير من كلفة الأجهزة.

من الواضح أنّ العمل في هذه البيئة يضطلع بدور أساسيّ في تعزيز الإنتاجية والتعاون. فحلولنا تشجّع على تبنّي المستخدم وتتيح وجود بيئة تسمح بمرونة أكبر وبالعمل حيثما كان وفي أيّ وقت كان

أخيراً، عندما نتكلم عن إنترنت الأشياء والسحابة، من الضروريّ أن يبقى الأمن من الأولويات، ذلك أنّ الهجمات الإلكترونية تشكّل مصدر قلق فعليّ بالنسبة إلى شركات النفط والغاز.

تتمتّع شركة مايكروسوفت بخبرة واسعة في مجال الأمن الافتراضيّ وكذلك وحدة الجرائم الرقمية التابعة لها. فهي تضمّ خبراء روّاداً في هذا المجال وتكنولوجيات تساهم في الحماية من هذه المخاطر الحديثة. في هذا الإطار، سيشكّل موضوع الأمن محور المحادثات الجارية في المركز الجديد للتميّز في مجال النفط والغاز.

يُتوقّع أن يبلغ قطاع النفط والغاز كامل إمكاناته

بما أنّ هذه الحلول باتت متوافرة، نحن متحمّسون بشأن الإمكانات التي يتمتع بها مجال النفط والغاز والتي تتيح له الازدهار في الشرق الأوسط وأفريقيا. وتتمثّل الخطوة الأولى الآيلة إلى تحقيق هذا الأمر بمشاركة هذه المؤسسات في مركز تميّزنا.

يستطيع العاملون في هذا المجال إيجاد مزيد من التفاصيل عن مركز التميّز على الرابط التالي: ؟؟